أخبار عامة

لقاء دولي حول “الجامعة والقابلية للتشغيل”من تنظيم جامعة محمد الخامس الرباط اليوم 20 مارس 2018.

قال وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، السيد سعيد أمزازي، اليوم الثلاثاء 20 مارس 2018 بالرباط، إن البحث عن التلاؤم مع حاجيات المشغلين، مع الحرص على ضمان جودة التكوينات، يعد هاجسا دائما بالنسبة للجامعة، وإن توفير وضمان استدامة مناصب الشغل يعد تحديا بالنسبة للحكومات.
واكد السيد أمزازي، في كلمة تلاها بالنيابة مدير مديرية التعليم العالي والتنمية البيداغوجية بالوزارة، السيد محمد الطاهري، خلال الجلسة الافتتاحية للقاء الدولي “الجامعة والقابلية للتشغيل”، الذي تحتضنه جامعة محمد الخامس بالرباط، أن إشكالية البطالة لا يمكن إرجاعها بشكل حصري لنظام التعليم العالي، إذ أن النمو الاقتصادي وقدرة النظام الإنتاجي على خلق الثروات والشغل تعد عوامل أيضا من أجل إيجاد حلول للإشكالية.
وسجل أن مخلتف الدراسات المنجزة تشير إلى أن ظاهرة البطالة التي تطال الشباب تعزى إلى عدم التلاؤم المتراكم في مجال التكوين وحاجيات سوق الشغل، الذي يشمل على الخصوص مؤسسات التعليم ذات الولوج المفتوح، خاصة في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية.
واستعرض في هذا الصدد، مخطط عمل الوزارة (2017 – 2021)، الذي تمت بلورته تنفيذا لتوصيات الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم (2015 – 2030) للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، والذي خصص محوره الثاني لتحسين تشغيل الخريجين وملاءمة عرض التكوين مع حاجيات تطوير سوق الشغل من خلال جملة من الإجراءات.
وتهم هذه الإجراءات، يضيف الوزير، على الخصوص، تطوير الشراكة مع الفاعلين الاقتصاديين والمنظمات المعنية، وتعزيز البعد الممهنن للجامعة من خلال مواصلة مسار مهننة التكوينات في مؤسسات التعليم العالي، ذات الولوج المفتوح وتوسيع قاعدة الطلبة المستفيدين لتبلغ 10 بالمائة في أفق 2020، فضلا عن إحداث شعب جديدة وتعميم مراكز تطوير المهن في كافة الجامعات، لتمكين الجامعات من ضمان مواكبة الطلبة في إنضاج المشاريع الشخصية والمهنية، وتطوير الكفاءات الأفقية وإدماج وحدات لتعزيز هذه الكفاءات.
كما تشمل الإجراءات تطوير روح المقاولة والتشغيل الذاتي لدى الشباب من خلال تعزيز المبادرات في المجال، وتعزيز التنسيق مع كافة المتدخلين والشركاء في مجال تتبع إدماج الخريجين، مؤكدا أن هذه الإجراءات تعكس الانخراط الوثيق للوزارة في مجال التعبئة حول كافة المبادرات الرامية إلى تشجيع تشغيل أفضل للخريجين، مع إيلاء الأهمية لتطوير روح إنشاء المقاولة لدى الطلبة.
من اكد ايضا رئيس جامعة محمد الخامس بالنيابة، السيد عبد الحنين بلحاج، إلى جهود الجامعة في مجال إطلاق برامج للمساعدة على الاندماج المهني، والتأطير والتكوين بغية إتاحة الفرصة للجميع من أجل الانخراط ضمن دينامية التنمية، مؤكدا على أهمية إعادة تأهيل عروض التكوين المقدمة.
وأشار إلى أن الجامعة تعمل على الاستجابة للحاجيات في مجال تطوير الكفاءات المهنية، معتبرا أن وضع الكفاءات ضمن سياقها الملائم كفيل بضمان اندماج أفضل للطلبة، من خلال التأقلم مع خصوصيات سوق الشغل بالمغرب.
وفي حديته بالمناسبة، قال الرئيس المساعد لممثلية الاتحاد الأوروبي بالمغرب، السيد أليسيو كابيلاني، إن برنامج “إيراسموس+” (البرنامج الأوروبي للتربية والتكوين والشباب والرياضة) يروم تشجيع التبادل بين الطلبة والأساتذة، ليس فقط بأوروبا ولكن أيضا بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أهمية البرنامج في تعزيز التعاون في مجالات التعليم الجامعي وأيضا في مجال الرهانات الاقتصادية.
واعتبر أن الشراكة في هذا المجال تعد مربحة بالنسبة للجميع، من خلال إتاحة فرص للتبادل، مشيرا إلى أنه يتم التحضير لبرنامج لفائدة الشباب المغاربة لتشجيع الانفتاح على مسارات مختلفة في مجال التعليم الجامعي، وتعزيز التقارب مع الفضاء الأوروبي.
واعتبر المسؤول الأوروبي بمشروع الافتحاص والمراقبة الداخلية بالجامعة المغربية، الذي تم تقديمه مؤخرا بالرباط، وهو المشروع الذي يندرج في إطار برنامج (إيراسموس)، ويروم تعزيز قدرات الجامعات المغربية وتحسين حكامة قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، من خلال وضع آليات تمكن من التحكم في تدبيرها وسيرها.
في سياق اخر، شدد رئيس اتحاد جامعات البحر الأبيض المتوسط، السيد وائل بنجلون، على ضرورة إدماج الطلبة في مجال الشغل قبل التخرج، والعمل على إرساء الثقة المتبادلة بين الطلبة والمقاولة والجامعة، معتبرا أن أهمية اللقاء تكمن في تشجيع التبادل بين الجامعات، مستعرضا دور الاتحاد في مجال النهوض بالتبادل الجامعي بين المؤسسات في المنطقة.
وأكد على ضرورة تحقيق تنمية اقتصادية موجهة نحو حاجيات المجتمع، وكذا أهمية نقل الكفاءات الأفقية (سوفت سكيلز)، وأيضا التحديد الاستباقي لمهن المستقبل.
ومن جهته، أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط – سلا – القنيطرة، السيد عبد الله عباد، استعداد القطاع الخاص للعمل بشراكة مع الجامعة وباقي المتدخلين، من أجل إيجاد حلول لظاهرة البطالة، خاصة من خلال تشجيع اندماج الطلبة المتخرجين في سوق الشغل بالجهة، وذلك بهدف إرساء ثقافة العمل في القطاع الخاص، داعيا إلى هيكلة هذا القطاع ليتمكن من استيعاب الخريجين وتوفير فرص الشغل الملائمة لمسار التكوين.
وبدوره، أكد المدير الإقليمي للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، السيد أيوب محمد حسون، على أهمية تنسيق الجهود من أجل تعزيز القدرات في مجال تشغيل الطلبة المتخرجين، مشيرا إلى أنه سيتم قريبا إحداث وضع الطالب المقاول، بغية بلورة الظروف الضرورية لتطوير حس إنشاء المقاولة لدى الطلبة خلال مسارهم التعليمي.
وتم بالمناسبة تقديم شريط وثائقي حول جامعة محمد الخامس بالرباط، يرصد تاريخ الجامعة والعرض التكويني المتنوع الذي تقدمه في مختلف المجالات
يذكر أن اللقاء، الذي يشمل جلستين حول “الجامعة والتشغيل”، و”الاقتصاد الاجتماعي والتضامني”، يعد جزء من برنامج “إيراسموس ” و”مشروع شبكة البحر الأبيض المتوسط للتشغيل”، الممول من طرف الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج “إيراسموس“
ويهدف مشروع شبكة البحر الأبيض المتوسط للتشغيل، إلى تحسين وتعزيز دور مؤسسات التعليم العالي من أجل تطوير التشغيل في بلدان المنطقة المتوسطية، وتقوية دور وإمكانيات طلبة التعليم العالي لتطوير قابلية التوظيف في البلدان المتوسطية، من خلال تبني روح ريادة أفقية بين مؤسسات التعليم العالي وإعادة تركيز التفاعل بين الجامعات والشركات وصناع القرار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى