ندوة دولية تحت عنوان "فلسطين وصفقة القرن" يوم 5 ابريل 2018 بالرباط
اعتبر ماهر الطاهر، مسؤول دائرة العلاقات السياسية بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الانقسام بين الفصائل الفلسطينية منذ أكثر من 10 سنوات بـ”المخزي”. واكد، في ندوة دولية نظمت بالمكتبة الوطنية تحت عنوان “فلسطين وصفقة القرن”، أن الحل البدهي هو “توحيد الوضع الفلسطيني والقيام بمجلس موحد” لأن “طريقنا الوحيد هو الوحدة والمقاومة بكل أشكالها، شعبية ومسلحة”.
وأضاف ماهر الطاهر في كلمته على “استحالة الوصول إلى حل سياسي مع المشروع الصهيوني”، مذكرا بأن “الكيان استيطاني استعماري” و”لا يريد أي سلام”. وأوضح أن الوقائع على الأرض أثبتت أن حل الدولتين لا تريده إسرائيل، “بل تريد السيطرة على كل شيء”.
ووصف ماهر الطاهر السلطتين في الضفة الغربية وغزة بـ”الوهميتين”، واسترسل مفسرا: “في الضفة إسرائيل موجودة في كل مكان، وبرلمان الشعب الفلسطيني يُعقد على بعد أمتار من الصهاينة والمستوطنات، والدخول يتم بموافقة إسرائيل، والخروج بموافقة إسرائيل”.
وقال عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، تدخله بآية “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا..”. وذكّر في كلمته بالندوة، التي نظمت بمناسبة الذكرى الـ70 لنكبة فلسطين، الفصائل الفلسطينية قائلا: “كنا مختلفين ووحدتنا المأساة”، مشبها صفقة القرن بـ”صفعة العصر”، و”المؤامرة الدنيئة التي يجب التصدي لها”.
و اكد ايضا ضرورة الاستفادة من الحكمة الصينية، التي قالت لكوريا الشمالية والجنوبية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد أن ينهككما ويدمركما ودعتهما إلى اللقاء، موضحا أن هذا اللقاء “كان صفعة على وجه ترامب”.
واضاف زكي إلى ضرورة “العمل وعدم الاقتصار على اللفظ والكلام”، مشيرا إلى ثقته في قدرة الفلسطينيين على “النزال مع هذا العدو الذي تحول إلى عصابة”، ونافيا أن يكفر الفلسطينيون بعروبتهم وعقيدتهم “مهما كان الظلم من ذوي القربى”.
واعتبر سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على ردا على تصريحات المتحدثين من حركة فتح والجبهة الشعبية قائلا إن “موضوع الانقسام الفلسطيني على أهميته ليس موضوع الحديث اليوم”، مضيفا: “لم نأت إلى المغرب لنحدث المغاربة بهمومنا الداخلية ونَشغلهم بها عن دعم القضية الفلسطينية”، قبل أن يضيف قائلا: “سيأتي يوم سيصبح فيه هذا الموضوع خلف الظهر بإذن الله”.
وأوضح ايضا أن مضمون صفقة القرن هو “شطب القضية الفلسطينية”، مضيفا أن “هناك محاولة إسرائيلية لاغتنام اللحظة وتصفية القضية الفلسطينية”، قبل أن يؤكد أن “هذه المؤامرة لن تمر، بإذن الله تعالى، ونحن، كفلسطينيين، مجمعون، رغم اختلافنا في بعض النقاط السياسية، على رفض خطة ترامب”.
واكد أبو زهري أن “القدس ليست أرضا أمريكية لتمنحها، بل أرضنا ولن نتنازل عنها، لكن الأمة مطالبة بأن تقوم بالدور ذاته”. وزاد قائلا إنه في مسيرة غزة الجريحة والمحاصرة تمضي أيام وليس في بعض البيوت حتى الطعام بسبب الحصار الإجرامي”. وأكد ايضا أن غزة “ستبقى نموذجا للأمل أمام الأمة”، نافيا في الوقت ذاته أن يتم وضع السلاح، فـ”المقاومة المسلحة ستبقى ماضية، وإن ظن البعض أننا تعبنا من السلاح فهو واهم، وفي غزة نحن نوقن بالانتصار بإذن الله تعالى”.
منير شفيق، الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي الخارج، قال أن ميزان القوى لم يعد يميل إلى الكيان الصهيوني، رغم الأوضاع المزرية في البلدان العربية والتطبيع وتهديدات ترامب، لأن “ميزان القوى تغير جذريا ولم يعد الغرب مسيطرا، بل هناك تعدد الأقطاب، وأمريكا تتراجع بشكل أساسي، وأوروبا..”، إضافة إلى “الكيان الصهيوني الذي هزم في أربع حروب خلال الـ12 سنة الماضية: في لبنان سنة 2006، وثلاث مرات في غزة. كما اضطر إلى التراجع من جنوب لبنان دون قيد أو شرط سنة 2000، والانسحاب من قطاع غزة التي أصبحت قلعة جبارة للمقاومة”.