كوفيد19:نص الخطبة الموحدة الخاصة بصلاة الجمعة 16 اكتوبر 2020
أبابريس : قسم الاخبار
نص الخطبة
الحمد لله، الحمد لله رب العالمين، الملك الحق المبين، عالم الغيب والشهادة وهو العزيز الحكيم، تشهد أنه الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وسعت رحمته كل شيء، وكتبها العباده المومنين المتقين، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، ومجتباه وحبيبه، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته الأبرار، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد أيها المؤمنون، جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة وأخرجه البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “سبعة يظلهم ال له تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله” ومنهم رجل قلبه معلق في المساجد” وما جاء في إحدى رواياته : “إذا خرج منه حتى يعود إليه”، وقد مدح الله عمار المساجد في قوله: في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) إلى آخر الآية ولا شك أن كل مؤمن يتمنى أن يرزقه الله فضل هذا التعلق بالمساجد، أي محبتها حبا شديدا، قال بعض الفضلاء: “المقصود طول الملازمة بالقلب حتى يعود إليها، وقالوا من كانت هذه صفته فهي دليل على قوة صلته بربه عز وجل، لأن المساجد بنيت لتؤدي فيها الفريضة جماعة”.
ومن حسن الظن بعباد الله أن نفترض أن كل غيور على الدين بمذه الم ملكة الشريفة، يهمه أمر المساجد، أن تقوم وتبني وتجهز ويكون فيها الأئمة والخطباء والمؤذنون والوعاظ وأن تقام فيها الصلوات ويقرا فيها القرآن صبحا وعشية. هكذا جرت الأمور على امتداد الزمن في بلدنا، إلى أن حل بنا هذا الوباء المعدي فتقرر إغلاق المساجد على أساس فتوی من علماء الأمة استلهموها من نصوص الشرع التي تؤكد على ضرورة حفظ الأبدان، وعلى تقديم دفع المضرة على جلب المصلحة، وقد ذكرت الفتوى بأن الخوف من هذا الوباء ينتفي معه شرط الطمأنينة في الصلاة… وفي الأخير أشارت إلى أن المساجد سيعاد فتحها بمجرد قرار السلطة المختصة بعودة الحالة الصحية إلىوضعها الطبيعي عباد الله، نعلم أن الوضعية الصحية في بلادنا لم تعد بعد إلى وضعها الطبيعي، بل تتفاقم كما نرى كل يوم، والألسنة تلهج بالتضرع إلى الله أن يكشف الغمة، إنه سميع مجيب، ومع ذلك فقد أعيد فتح عدد من المساجد للصلوات الخمس منذ ثلاثة أشهر، وتعبأت لمواكبة هذه العملية جميع السلطات المعنية، والتزم فيها رواد بيوت الله، جزاهم الله خيرا، بالاحترازات الصحية الضرورية، بحيث لم يتعد عدد المساجد التي أعيد إغلاقها ثلاثين مسجدا بسبب الإصابات. وها هي مساجد أخرى يتم فتحها والحمد لله، لتقام فيها الصلوات الخمس وصلوات الجمعة.
ولا تخفی خصوصية صلاة الجمعة التي يرغب في حضورها العدد الأكبر من المصلين مع وجوب احترام التباعد احتياطا لتجنب العدوى، والمصلون أوعي وأدرى من غيرهم بأن الضرورات العقلية والشرعية تصب كلها في لزوم أسباب الحفظ، واتقاء شبهات ضرر النفس ضرر الغير ولنعد إلى الحديث الذي بدانا به لنذكر أن قول الفضلاء في تعلق القلب بالمساجد يعني حتى يعود إليها، والمعني عام لا يقتصر على العودة بين صلاة وصلاة، ولا شك أن التعلق با في الغيبة الم متدة لمثل هذه الضرورة، لما فيه من تلهف وتصبر، هو أبلغ عند الله لنيل ذلك الفضل العظيم جعلنا الله من أحسن النية وآمن بالقضاء، و من كتب لهم الظل يوم لا ظل إلا ظله، اللهم وفقنا لعمارة مساجدك، والاعتصام بكتابك وسنة نبيك، واجعلنا من الشاكرينلأنعمك، الذاکرین لآلائك، العاملين المخلصين بطاعتك وطاعة رسولك، المشمولين بقولكالكريم والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلهم في الصالحين آمين وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.
الخطبة الثانية :
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، لا تحصي ثناء عليه، هو كما أثني على نفسه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه، وكل من تبعه فاهتدى بديه أيها المومنون، إن المسجد في الإسلام منبع الخير كله، فيه نصلي، ونتعلم، ونسمع الموعظة الحسنة، وهو مع كل هذا مكان الجماعة جماعة المسجد، نواة المجتمع في الروابط المبنية على المحبة والتقوى والتواد والمواساة، جماعة كل المصلين الذين يقصدون المسجد، ومعظمهم تربطهم أواصر الجوار في أحياء المدن والقرى، أواصر يفترض فيها أن تفضي إلى التناصح والتعاون، والمؤمن فوي بأخيه، ومن أولى ما تتسم به جماعة المسجد، حرصها على التدين في إطار ثوابت الأمة الدينية العقدية، والمذهبية والروحية والوطنية، ولا شك أن هذا البنيان المرصوص ما ينبغي أن يتعهده السادة الأئمة والخطباء، لأنهم رأس جماعة المسجد بالمعنى الصحيح الذي أشرنا إليه، وفي ذلك الحرص والعهد، عملا بقوله تعالى: وأنالمساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا .
ومن ثم كانت رسالة المسجد عظيمة في الإسلام، فهو مكان اجتماع المسلمين وموضع إقبالهم على ذكر الله بالتسبيح والتحميد، والتهليل والتكبير، وتلاوة القرآن والتفقه في الدين. وهو لذلك أساس هدايتهم لكل خير وصلاح، وسر طمأنينتهم في نفوسهم، يأتي إليه المسلم طاهر القلب والمظهر، صافي النفس والمخبر، خالص النية، نقي السريرة، يملأ قلبه إحساس بالخشوع والخضوع والإجلال والتواضع لله المتعال، ويغمر نفسه شعور بالسكينة والاطمئنان، ويخالج روحه ومشاعره يقين بأنه في ضيافة ال له الكريم الرحمان، ذي العزة والجلال والإكرام. قال عليه الصلاة والسلام: “ألا أدلكم على ما يمحو ال له به الخطايا؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، كررها ثلاث مرات”. أخرجه مسلم.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، كما صلیت وبارکت علی سیدنا ابراهيم، وعلی آل سیدنا ابراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد،وارض اللهم عن صحابته الأبرار، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن باقي الصحابةوالأنصار، وعن أزواجه وذريته وجميع آل بيته الطيبين الأطهار،وانصر اللهم مولانا أمير المؤمنين، حامي حمی الملة والدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اللهم انصره نصرا عزيزا تعز به الدين، وتجمع به كلمة المسلمين، وكن له معينا ومجيرا، واحفظه في حله وترحاله بما حفظت به السبع المثاني والقرآن العظيم، وأقر عينه بولي عهده، صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، واشدد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير المجيد مولاي رشيد، واحفظه في كافة أسرته الملكية الشريفة واشمل ال لهم بواسع رحمتك وعفوك، وجميل فضلك و رضوانك، الملكين الراحلين؛ مولانا محمد الخامس، ومولانا الحسن الثاني، اللهم أكرم مثواهما، وطيب ثراهما، واجعلهما في مقعد صدق مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ربنا إنك تعلم ما تخفي وما نعلن، وما يخفی على ال له من شيء في الأرض ولا في السماء سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.