بالصويرة جمعية “موكا شباب” في تحدي “فطور تضامني” لفائدة أعضاء الجالية المسيحية القاطنة بحاضرة الرياح.
ابابريس : قسم الاخبار
و.م.ع.
انضم أعضاء بجمعية “موكا شباب” إلى تحدي “فطور تضامني”، عبر تقديم، يوم الأحد الماضي بكنيسة الصويرة، في أجواء تطبعها الودية، أطباقا تؤثث للمائدة الرمضانية، لفائدة أعضاء الجالية المسيحية القاطنة بحاضرة الرياح.
وتمثلت هذه المبادرة، المنظمة بمناسبة حلول ليلة القدر المباركة من طرف جمعية “بلدان، قلبان” المحدثة من قبل شباب فرنسيين من أصول مغربية، في تقديم طبق خاص بشهر رمضان الكريم إلى غير المسلمين.
وفي هذا الصدد، انخرط أعضاء جمعية “موكا شباب”، المتواجدون يوميا في الميدان منذ اندلاع الأزمة الوبائية المرتبطة بكوفيد-19، خاصة خلال الشهر الفضيل، في هذه المبادرة المحمودة، حيث أبانوا عن انخراطهم الراسخ في المساهمة في أي مبادرة من شأنها أن تكرس لقيم التقاسم والعيش المشترك المتناغم.
وتقاسم أعضاء الجمعية أطباقا مغربية مع مسيحيين، وذلك في احترام تام للتدابير الوقائية لمكافحة انتشار فيروس كورونا. وتدل هذه اللحظة الودية والأخوية على أن المغاربة، أينما حلوا وارتحلوا، يحملون معهم ثقافة أصيلة للعيش المشترك التي تحملها المملكة.
وحظيت هذه المبادرة النبيلة بتقدير وإعجاب أعضاء الجالية المسيحية الحاضرين بالكنيسة، والذين لم يخفوا فرحهم وسعادتهم باستقبال شباب صويري متشبع بقيم العيش المشترك والتقاسم والتعاون والانفتاح على مختلف الثقافات والأديان السماوية.
وبالمناسبة، أكد أب الكنيسة جون كلود غون، أن مبادرة من هذا القبيل تمثل علامة صويرية أولا، ومغربية ثانيا، للتسامح، مضيفا “نحن سعداء اليوم، لرؤية نساء ورجال، إخوة وأخوات، بنوايا حسنة، خارج أسوار الكنيسة”.
وتابع في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المبادرة تجسيد بليغ لتقاسم الفرحة مع المسلمين الذين يؤدون فريضة الصيام ورغبتهم في تقاسمها مع مسيحيين.
من جانبه، أكد رئيس جمعية “موكا شباب”، السيد عثمان مزين، أن جميع الديانات تعترف بالطابع المقدس للحياة البشرية وتدعو إلى التسامح والتعايش المشترك والسلام، مشددا على ضرورة ممارسة هذه القيم النبيلة العليا التي قد تمكن من العيش في وئام إبان عصر العولمة.
وقال السيد مزين، في تصريح مماثل، “لا يجب أن نتوقف عند الأفق العائلي، بل يجب أن نسهر على تبادل تجاربنا ومعارفنا مع غالبية السكان، ولا سيما بيننا نحن الشباب، وأن نبدأ ببساطة بالقيم التي تشكل وتعزز هويتنا المغربية التعددية والغنية”.
وسجل أن الصويرة “مدينة معروفة ومعترف بها عالميا بتنوعها، حيث يتشبث المسلمون واليهود والمسيحيون بأهمية التقاسم والعيش المشترك”، مضيفا أن ليلة القدر تشكل مناسبة للجيران والأصدقاء والأسر لتكريس هذه القيم الإنسانية، وإبراز أن هذه اللحظة لا يجب أن تقف عند المسلمين لوحدهم، بل يجب أن تشرك أيضا، يهودا ومسيحيين.
وخلص الفاعل الجمعوي إلى أن “هذا التقاسم يجسد لشباب مغربي وفي لقيم متوارثة من جيل إلى جيل”.
من جانبه، أشار رئيس جمعية “مغاربة متعددون”، السيد أحمد غياث، إلى أن روح هذه المبادرة “قريبة من حدث الفطور التضامني المنظم في نسخته التاسعة قبل أسبوع”.
وأوضح السيد غياث أن شباب جمعية “موكا شباب” و”109″، و”هيب هوب فاميلي” و”مغاربة متعددون”، استطاعوا أن يرفعوا هذا التحدي، باختيارهم منح بعض المأكولات الرمضانية لأبناء أبرشية مختلف الكنائس بالمملكة.
وأشاد بانضمام عدد من المواطنين إلى هذه المبادرة وتقاسمهم لأحد أطباق مائدة الفطور مع مسحيين ويهود، مشيرا إلى أن هذه اللحظة الأخوية في ظل هذه الظروف المؤلمة، تحمل صورا لمغرب أصيل وتعطي الأمل في مواجهة رفض الآخر والكراهية والعنصرية”.