قلق كبير في صفوف الفلاحين بسبب تاخر التساقطات المطرية
ابابريس : قسم الاخبار
تقول مصادر إخبارية ان تأخر التساقطات المطرية تسبب في قلق كبير في صفوف الفلاحين، لاسيما أن المزروعات الفلاحية خلال الفترة التي سبقت شهر فبراير لم تنم بالشكل المطلوب، وجعلتهم يحصون خسائرهم. فهل ما زال للتساقطات من أهمية بالنسبة إلى الموسم الفلاحي؟
أوضح محمد سعيد قروق، أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن الحالة المناخية العامة بالمغرب تشهد تأخر التساقطات المطرية وارتفاع درجة حرارة الأرض، وهي متغيرات كان لها أثر مباشر على الفلاحة، إذ أوضح أن ما ضاع من المزروعات الفلاحية لا يمكن تعويضه زمنيا.
و اوضح قروق، في لقاء صحفي، أنه بالرغم من هذا التأخر، إلا أنه في حالة عودة التساقطات يمكن أن تكون مفيدة لبعض الأنواع الأخرى، والتي تأتي في مقدمتها الأشجار المثمرة، مثل الزيتون والفواكه، مشددا على أن المرحلة المقبلة من الموسم الفلاحي مرتبطة بالكيفية التي سيقوم بها الفلاح بتدبير الموسم كذلك.
وتسبب انقطاع التساقطات في إتلاف المزروعات التي كان ينبغي أن تنتعش خلال الفترة الخريفية، بما في ذلك القمح والشعير، لاسيما بالمناطق التي تعتمد في الغالب على مياه الأمطار في جل أنشطتها الفلاحية. وفي هذا السياق، قال مصطفى عمارة، الكاتب العام لفرع الجمعية الجهوية للتنمية الفلاحية بجهة الدار البيضاء-سطات بمنطقة دكالة، إن 70 في المائة من حقول الحبوب تعرضت للإتلاف، بسبب انخفاض منسوب المياه، فيما لم تنبت بذور الشعير بعد، الأمر الذي انعكس سلبا على نفسية الفلاحين وجعلهم يحصون خسائرهم. ترقب التساقطات من أجل الزراعات الربيعية. وذهب عمارة إلى أن شح التساقطات دفع غالبية الفلاحين إلى وضع أراضيهم تحت تصرف مواشيهم، بعدما شهدت الأعلاف والتبن، بدورها، زيادة في الأسعار، إذ ارتفع سعر التبن من 20 إلى 35 درهما.
غير أن المتحدث ذاته يرى أنه في حال هطول الأمطار خلال الفترة المقبلة، فإنها ستكون مفيدة للذرة، ويمكن أن تنعش خزينة السدود والآبار، إذ يتخوف الفلاحون من قلة مياه الشرب أيضا.
بدوره، أفاد محمد بشايب، رئيس الجمعية الجهوية لمنتجي الحبوب والقطاني بمنطقة الشاوية، أن التساقطات المطرية لم تعد لها من أهمية بالنسبة للحبوب، نظرا إلى أن فترة انتعاش هذه الأخيرة تكون خلال دجنبر ويناير، موضحا أن كلا من منطقة الشاوية ودكالة كانتا تمثلان 25 في المائة من الإنتاج الوطني على مستوى الحبوب والقطاني، غير أن شح التساقطات ساهم في ضياع الموسم الفلاحي. وأكد بنشايب أن الفلاحين محبطين بسبب خسارة هذا الموسم، ويتطلعون إلى تعويض الضرر الذي لحق بهم، حيث شرعوا في مراسلة شركات التأمين للقيام بزيارة لحقولهم ومعاينة حجم الخسارة، للحصول على تعويض.