التهور وراء استمرار حوادث الدراجات النارية رغم الحملات الأمنية و النموذج من مراكش
ابابريس : مراكش
عبدالكريم حجلي
عرف احد شواريع حي المحاميد بمراكش ظهر اليوم الاربعاء 16 فبراير الجاري وقوع حادثة سير وصفت بالخطيرة ، بين سيارة تقودها سيدة و دراجة نارية عليها فتاة ، حيث وقعت هذه الاخيرة على الارض مسلقية الى ان وصلت سيارة الإسعاف التابعة للوقاية المدنية التي نقلتها نحو قسم المستعجلات ، و حسب شهود عيان ، فان الفتاة سائقة الدراجة النارية لم تحترم علامة قف قبل ان تصطدم بسيارة قادمة من الجهة اليمنى للشارع الكبير المزدحم.
فرغم الحملة الشديدة التي تقوم بها شرطة السير و الجولان مدعمة بكوكبات الدراجات النارية بارجاء مراكش ، للتصدي لتهور السائقين ذوي العجلتين و الحد من السياقة الاستعراضية بالشوارع، تبقى غير كافية ، بدليل مجموعة من التجاوزات التي يمارسها بعض الشباب الغير واعي بالمسؤولية و الخاطر التي قد يتسبب فيها اثناء مروره بالدراجات النارية فوق الارصفة و عدم احترام اشارات المرور و خاصة استغلالها لارتكاب عمليات السرقة و الاعتداء على الراجلين. حيث لا يمر يوم إلا ونسمع فيه عن حوادث سير مؤسفة تنتهي بعضها بحالات وفاة تثير الحسرة وتترك عائلات في حالة يرثى لها، كما تتسبب في فقدان أطفال صغار لمعيلهم الوحيد، مما ينعكس سلبا على وضعية وتطور المجتمع المغربي، وفي أحيان كثيرة، يكون المتسبب الرئيسي في وقوع الحادثة، هي السياقة المتهورة لصاحب دراجة نارية.
لم يعد منظر دراجة نارية وهي تمر أمام السيارات في الاتجاه المعاكس، غريبا، وقد تعب سائقو السيارات من التعبير عن استنكارهم للحركات البهلوانية التي يقوم بها أصحاب الدراجات النارية في طريق مزدحمة بكل وسائل النقل، وتعبوا من استنكار مرورها أمامهم في الاتجاه المضاد للسير العادي، حيث لم يعد سائق السيارة يكتفي بالاحتياط من السيارات التي تسير أو تخرج عن يمين سيارته أو شمالها، بل صار المسكين مضطرا لاتخاذ كل احتياطاته وتجنيد عينيه ودماغه وتركيزه بشكل كامل، خوفا، ليس من مرور دراجة نارية، وإنما مرورها في الاتجاه المعاكس لحركة المرور بدون حسيب ولا رقيب سوى الله.
وفي أحيان كثيرة، تكون الدراجة النارية في حالة طيران وصاحبها لا يلوي على شيء بعد أن يكون قد نشل حقيبة يد أو هاتفا محمولا من إحدى السيدات المارات بجانب الطريق، فيكون كل همه هو الهروب من مكان السرقة نحو مكان مجهول غير مبال بالسير العادي للسيارات، فيمر أمامها ويطير بجانب هذه السيارة ويسير في اتجاه معاكس لسيارة أخرى، وعندما تصدمه سيارة ما، فإن الخطأ حسب مدونة السير، يكون سببه صاحب السيارة المسكين، الذي لا ذنب له سوى أن حظه العاثر وضعه في نفس الطريق التي كان يسير فيها سائق دراجة متهور.