أخبارأخبار عامةالأسرة و المجتمعثقافة وفنون

الصورة والألق في التجربة الفنية للفنان التشكيلي نور الدين التباعي

ابابريس: قسم الاخبار

إن الفن التشكيلي او الفن البصري يتم إطلاقه على مختلف الإبداعات التي من الممكن ان نراها على اللوحات الفنية وغيرها من الأشياء، كما أن تلك القطعة الفنية عادة ما توجد من اجل تحفيز التمتع البصري.
المُنجز التشكيلي لدى الفنان نور الدين التباعي مختلف كونه ينطلق من أنه يدرس الفنون التشكيلية وتدريسه لهذا للفن جعله يحتك بهذا الفن من جوانبه النظرية والإنجازية منها، وقد أتاح له ذلك الانخراط في عوالم الفن التشكيلي بتجلياته وتمظهراته.
والتجربة الفنية التجريدية هي السمة التي تميز لوحاته الانطباعية والواقعية …ولمساته دليل على وجود تلك الانسيابية للألوان بصفائها وبامتزاجاتها ذوقا وخبرة، ذلك أن الفنان يحاول ولو بعفوية أن يحافظ على ما يجعل التناسق والتركيب الشكلي واللوني البسيط متأثرا ببهاء الألوان الموضوعة بطريقة تقربها من الانسجام الباعث على الهدوء ،نتيجة ذلك الارتقاء الذوقي لنور الدين التباعي من خلال الإيحاءات التي تحقق متعة بصرية متجددة وجامحة وجامعة لمعاني ربط جسور التفاعل والتواصل كضرورة ثقافية لإعادة مساءلة الواقع جماليا فكريا وفلسفيا في إبداع يشكل جمله بصرية تدعو للتأمل.
لوحاته بتقنيات وبأحجام مختلفة تمثل ـ أحيانا ـ غموضا يبعث على التساؤل وتدخلك في عوالم وفسحة للمتعة البصرية وملامسة الجمال والسحر.
وإذا كان التجريد يعني الابتعاد عن محاكاة المرئيات بواقعيتها وطبيعتها، فإن لوحات هذا الفنان في كثير منها عميقة الأبعاد لا حدود لمؤثثاتها المُحِيلَةِ على الذوق الجمالي الإنساني الذي لا حدود لبلاغته…
وتتمثّل تجربة الفنان التشكيلي نور الدين التباعي في إحداث توازن بين الشّعور الدّاخليّ للفنان وما يرسمه بيده مُروراً بالألوان وتناسقها وتباينها، وملمسها، وخطوطها، ومساحاتها، لتكون العملية الفنيّة كاملةً على نحو مُتناغم بإيقاع مُتّزن.
ولأن دور الفنان التشكيلي إعادة صياغة هذه العناصر إلى أشكال جديدة بناءً على مفرداته وأفكاره وبيئته ووفقًا لنهجه الخاص، فالطابع التشكيليّ لنور الدين التباعي يعكس الشعور بالشموليّة، والتوازن، والنقاء ويعتمد خصائص تعبيرية على مكنونات نفسية بالاستناد إلى تحليل وربط الواقع باللاواقع وهو عمق في التشخيص بالرسم وفي سرد المُتخفّي ما وراء الظواهر الحسيّة الماديّة.
كلما تأملت رسومات الفنان التباعي، يتبادر إلى ذهنك سؤال ما مدى جوهر هذه الألوان الزاهية التي توقظ فينا مشاعر الحب والسعادة إلى كل ما هو جميل في الكون، رسومات راهن فيها الفنان على حسه التكويني الذاتي والارتقاء والتنوع، ليعطينا لوحات إبداعية تسر الناظرين وتجعلهم يبحرون في عالم الفن الجميل.

وبين التجريدي والإنطباعي هناك بهاء في الألوان ومتعة بصرية متجددة ، من حيث أبعادها العميقة والتي تنم عن سعة مخياله ودعة ذوقه وسمات تقنياته وأساليبه ويدل ذلك بالملموس على بنائية وتصميم وتكثيف للعلاقة بين مفردات أعماله واستيهاماته.
إن منجزه الإبداعي يستثمر فيه انسياقات وانزياحات لتشكيل الأنثى وملامسة الأنساق الحياتية لهويتها و تعكس البحث الدائم لاكتشاف الجديد ونحت الخصوصية الإبداعية والاتجاه تحو الإشباع في تحقيق الجمال ،هذا من حيث التجلي ومن حيث التحلي تجد التشويق والمتعة البصرية والتفاعل الرمزي الحالم الذي يجسد رؤية المبدع في تقديم الإضافة النوعية لمجال التشكيل بالمغرب عموما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى