والي بنك المغرب: الدعم المباشر لا ينبغي أن يكون بشكل دائم
ابابريس : قسم الاخبار
رفض عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، اليوم الثلاثاء، أن يتم اعتماد الدعم المباشر بصفة دائمة، موضحا سبل تجاوز نسب البطالة المستفحلة، ومشيرا إلى أن الطريقة التي اختار بها المغرب تنظيم المونديال ذكية.
وأوضح الجواهري، في ندوة صحفية عقب الاجتماع الفصل لمجلس بنك المغرب، أنه “إذا كان الدعم في ظرفية معينة وينتهي فإنه يكون مقبولا ولكن لا ينبغي أن يكون بشكل دائم”.
وأوضح أن “ديمومة الدعم المباشر تجعل الناس يقبلون على التسجيل من أجل الاستفادة دون أن يساهموا في ارتفاع التشغيل، ويمكن أن تكون فرص تشغيل ولا يذهبون إليها”.
وشدد على أنه “لا ينبغي التعامل بالدعم المباشر على المدى الطويل بل يجب أن يكون في ظرفية زمنية معينة وأن ينتهي بعدها”.
وأكد والي بنك المغرب أن استمرار الدعم المباشر سيؤدي إلى تناقص هامش الميزانية. وأوضح أن التشغيل يكون من خلال عمل الدول والمؤسسات العمومية والخاصة على خلق الشغل الإيجابي الذي ينمي ويبقى مستسرلا.
وأورد أنه لم يقرأ بعد تقرير المجلس الأعلى للحسابات، والذي يطلع عليه بنك المغرب كل سنة، مفيدا أنه إذا كان التقرير دافع عن تعويض الدعم المباشر بتحسين الدخل وتوفير فرص الشغل للفئات الهشة فهو اختيار صائب.
حلول البطالة..
وبخصوص الرقم الذي كشف المندوب السامي للتخطيط شكيب بنموسى حول ارتفاع نسبة البطالة في المغرب إلى 21.3 في المئة، أكد الجواهري أنه ليس لديه هامش للتعليق لأن بنك المغرب يعتمد أرقام المندوبية السامية.
وشدد الجواهري بخصوص البطالة أنه “لا يمكن أن يكون حل للتشغيل بصفة إيجابية إلا عن الطريق النمو وزيادة ثروة البلاد وتوزيعها”.
وتابع أن باقي الحلول التي تعتمدها بعض الدول، والتي اعتمدها المغرب في وقت سابق، عبر قرارات إدارية أو أعمال “على قدها”، لا تعطي نتيجة، مفيدا أنه العمل يجب ـن ينصب على القطاع العام والقطاع الخاص يجب أن يذهب في التنمية.
وأكد أن القطاعات غير الفلاحية باتت تتطور بطريقة إيجابية، مشيرا إلى التطور الحاصل على مستوى توقع نسبة النمو إلى 3.9 في المئة، مشددا على أن أنه يجب العودة إلى 4 و5 في المئة من النمو.
وسجل بإيجابية الأرقام المسجلة في خلق فرص الشغل خلال الثلاثة أشهر الأخيرة بالقطاعات غير الفلاحية، مبديا انزعاحه من وصول معدل بطالة الشباب بين 16 سنة و24 سنة إلى 50 في المئة.
ولفت إلى تأثير الظرفية الخارجية، مفيدا أن المغرب لديه علاقة كبيرة مع أوروبا وهي اليوم “مريضة” وليست على ما يرام، وباتت تتخوف من الانكماش.
تنظيم “ذكي” للمونديال
فيما يخص التأثيرات المحتملة لاستضافة المونديال، أورد والي بنك المغرب أنه يمكن وضع جميع الافتراضات، مفيدا “لسنا وحدنا المنظمين ونحن ثلاثة وأكبرنا تأثيرا إسبانيا وستكون انعكاسات علينا”.
وسجل الجواهري أن هناك زيادة في القروض البنكية إلى 5.5 في المئة ولا شك انها نتيجة للفرص التي ستكون بالنسبة للمغرب مثل مونديال 2030. مفيدا أن المونديال لابد أن يمول عبر الميزانية ولكن لابد أن تكون مداخيل، لأن زيادة النمو عليها مداخل والاستثمارات تحقق مداخيل”.
وشدد على أنه من الصعب الآن افتراض ان ذلك سيزيد في التضخم، وإذا تم ذلك يعني ان عجز الميزانية مرتفع، مفيدا أن إذا كان تمويل المونديال سيكون نقدا حينها يمكن أن يكون له انعكاس على التضخم أما إذا كانت هناك مداخيل وعدم تأثير على التمويل النقدي حينها لا يمكن”.
وشدد أن هذه تبقى افتراضات وما زلنا بعيدين الأن، مضيفا أنه تم تنظيم المونديال، كما تقول الحكومة، بطريقة تراعي التوازنات الماكرو اقتصادية فبنك المغرب ليس لديه تخوفات، مشددا على أنه من الصعب اعتماد الاقتراض لتمويل المونديال.
وعاد الجواهري أن الدول الذي سبقتنا في تنظيم المونديال لابد أن هذه التظاهرات تخلق رواجا اقتصاديا وماليا مهما، مفيدا أن المغرب اختار بطريقة ذكية لأنه نظم التظاهرة مع بلدان أخرى، والمصاريف يجب أن تكون على قدر متطلبات التنظيم، ثم إذا استعمل المنشأت بطريقة إيجابية ستواصل المساهمة في التنمية، وإلا سيكون ثقلا فيما بعد، موردا أنه سيكون إيجابي لأنه كان لدينا عجز في البنيات التحتية فيما قبل.