مناجاة ربانية… قصيدة للشاعر سيدي العربي الوزاني بعنوان “يا عظيم الجود والكرم “
هذه القصيدة هي عبارة عن توسلات من ناسك يتعبد بمناجاة خالقه، اختار لها شاعرنا سيدي العربي الوزاني مدخلا بعنوان “يا عظيم الجود والكرم ” يصف لنا فيها عبدا أثقلته الذنوب والخطايا فلتجأ الى خالقه بالتضرع والتوسل ،وعلى الرغم من اقتصار الشاعر سيدي العربي الوزاني على بحور وأبيات قليلة في هذا المقام ، الا أنه جمع فيها كل معاني توحيد الالوهية والربوبية وكذا آداب الاستغفار والدعاء بأسلوب ماتع يصف فيه حال المشتاقين الى ربهم وافتقارهم لعفوه وتذَللهم لعظمته وشدّةَ اضطرارِهم إلى جوده وكرمه. وهي المعاني التي تجسد حقيقةُ الدّعاء والعِبادة، وهي ديدن الأنبياء والرُّسل عليهم السّلام؛ اللذين كانوا على الدوام من المُستغفرين في مواطنَ كثيرةٍ، فالاستغفار نعمةٌ عظيمةٌ أنعم الله بها على عباده؛ كي لا ييأسوا من عفوه، ولا يقنطوا من رحمته، بل ليعودوا ويُنِيبوا إليه إن أذنبوا وقصَّروا، ويُجدّدوا صلتهم به ويطلبوا العناية منه سبحانه وتعالى والرغبة فيما عنده من الخير مطمئنين بأنَّ عفو الله ومغفرته أعظم من ذنوبهم، وأنَّ رحمته وسعت كلَّ شيء.
يا عظيم الجود والكرم
إلهي يا عظيم الجود والكرم
عبد جاءك بالخطايا مصفد والاثم
يرجو رحمة وسعت كل شيء
فاح منها عبير العفو ونور للظلم
يا لطيف للتوحيد تدعو وللتقوى
طهر قلوبنا من الزلات العظم
سبحانك يا إلهي، تقبل دعاء فائض
من نفس تاهت في كهوف الندم
يا غفار، عدلا إليك المشتكى والمفزع
إلهي، غثنا من الدنيا، مزبلة الهمم